الجزاء من جنس العمل

**بو سعيد** الأربعاء أغسطس 10, 2011 3:49 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجزاء

اجتمع الأصدقاء الثلاثة أثناء العمل ... في يوم شديد الحرارة ، النهار طويل ولا يوجد هناك عمل كثير يقومون به ..
إذن لنجتمع في أحد المكاتب ونجلس للدردشة ...
هكذا بدأ ذلك اليوم الصيفي ....

أخذ الأصدقاء يتجاذبون أطراف الحديث ... وتطرق الحديث إلى البحر وصيد السمك وزوارق البحر السريعة .....

أحمد : أنا عندي (طراد)(1) متوسط الطول وسعره مناسب .
ناصر: من أين اشتريته ؟
أحمد : من مصنع موجود على طريق العوير(2) .
عبد الله : لم أسمع بهذا المصنع .
أحمد : نعم هو مصنع غير مشهور ويوجد بعيد عن الشارع العام .. والوصول إليه عن طريق فرعي غير معبد ... لذلك أسعاره رخيصة .
ناصر : لقد شوقتنا لمعرفة مكان ذلك المصنع ... أنا عندي نية أشتري من عندهم .

عبد الله : شو(3) رأيكم نذهب الحين نشوف المصنع .. خاصة وأن لا يوجد عندنا شغل في المكتب ؟

وهكذا اتفق الأصدقاء على الذهاب للمصنع أثناء دوام العمل .

اتجه الأصدقاء في سيارة أحمد في طريقهم للمصنع وكانت السيارة من الأنواع التي بها دفع رباعي مع العلم بأنها سيارة صالون صغيرة .....

وصل الأصدقاء للمصنع بعد أن غادروا مكان العمل بنصف ساعة ... وتفقدوا (الطرادات ) وسألوا عن الأسعار وأستغرق ذلك حوالي الساعة ..
ركبوا سيارتهم في طريق العودة لمكان العمل .... في أثناء مرورهم على الطريق الرملي المؤدي إلى الطريق العام.
قال لهم أحمد : هذه السيارة تمشي في الرمل ولا تغرز ... شو رأيكم تشوفون ذلك .... وما هي إلا لحظات وإذا به يدخل في تلك الرملة الناعمة والتي لا تقدر أن تتخطاها السيارات الضخمة إلا بصعوبة ...
مشى في ذلك الرمل مسافة قصيرة ... وفجأة قابلته (حدبة) (1) فحاول أن يتخطاها .... ولكن لصغر السيارة علقت في ذلك الرمل الناعم الشديد الحرارة ...
ما العمل الآن ؟!

لا بد من إخراج السيارة من ذلك الرمل .. ولكن الجو شديد الحرارة والرمل كأنه قطعة من جمر لا يستطيع أحد لمسة ... ومع ذلك بدأ الأصدقاء بالحفر لإخراج الرمل من تحت السيارة ... لكن ذلك لم يجدي فكان الرمل ينزل عليهم من كل مكان ... أي أنهم محاصرين من جميع الجهات بتلك الكثبان الرملية ... ما العمل الآن وكيف السبيل للخروج من هذا المأزق ؟!

أحمد : أنا على وشك أن يغمى علي من شدة الحرارة وعدم وجود الماء ... ارجعوا أنتم للمصنع أما أنالا أستطيع التحرك أبدا ولو تحركت لن أصل أبد .. وأحضروا معكم الماء والمساعدة .

وبالفعل توجه عبدالله وناصر مشياً في تلك الرمضاء وبقي أحمد بجوار السيارة ..
كانت الدنيا يحس بها تدور تحته .. وكأن مجموعة من النجوم أمام عينية ... كان على وشك أن يفقد الوعي ... وإذا بالنجدة قادمة ( عبدالله وناصر ) ومعهم الماء البارد وقد أحضروه من المصنع ..
استعاد أحمد وعيه بعد أن شرب الماء وغسل بالباقي وجهه ... وما هي إلا لحظات وإذا بهذا (البلدوزر)(1) القادم نحوهم لقد أتت النجدة .. قام السائق بقطر سيارة صاحبنا إلى بر الأمان ...

لقد أخذ هؤلاء الأصدقاء درس فهذا جزاء من يخرج من عملة دون أن يكون هناك داعي للخروج وبدون أي استئذان .

=============
(1)البلدوزر : مركبة ثقيلة تستخدم للحفر
----------------

شكرا لكم

كاتب الموضوع / بو سعيد